الاستلاب الفكري:
ليس أضر على الأمة الإسلامية من تأجير العقول وتجيير الأفهام، ولقد ذم الله سبحانه وتعالى قوم فرعون بقوله: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} [1] .
وهذا الاستخفاف نوع من أنواع الاستلاب الذي قاده إلى القول: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [2] .
أيها الإخوة؛ لا غرابة في هذه المقدمة ـ وإن كانت قاسية ـ فالقرآن كلُّه فوائد وعبر، ولقد قال الرسول لصحابته الأخيار عند موته: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم؛ فإنما أنا عبد الله ورسوله» رواه البخاري، هذا هو خطاب الناصحين المشفقين حتى لو كان قاسيًا.
وإننا في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وضلت فيه الأفهام، وزلت فيه الأقدام، بدأنا نشم رائحة الاستلاب تزكم الأنوف وترهق الأجيال في زمن قل فيه الرجال.
وإليكم بعض الممارسات الاستلابية:
أصبح كثير من الشباب لا يفكر بعقله بل بعقل غيره، ويطبق ما يراه الغير لا ما يدين الله به.
بعض المربين يمارس الاستلاب عن طريق توجيه الأوامر غير القابلة للنقاش.
البعض ليس له حق الانتقاد ولا حتى المشاركة في تحقيق واقع أفضل فهذا محرم عليه. [1] الزخرف. [2] غافر.