ادعاء الفرادة في توجيه المدعوين وتعليمهم كل ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، (إن من الأخطاء الفادحة أن نزرع في حس الناس أننا نمثل الإسلام تمثيلًا صادقًا، وأن تجربتنا الخاصة هي الأكثر نضجًا أو الأعم نفعًا، فالواحد من الدعاة مهما سما سيظل غير معصوم ولا مكتمل، ومهما نضجت خبرته فإن ما لا يعرفه أكثر مما عرفه [1] .
التعالي عن ممارسة أي واجب دعوي عملي أو ميداني بحجة الانشغال بما هو أهم.
زيادة تحقير الدهماء وفائدتها.
وعليه؛ فإنه يتوجب علينا أن نصحح المسار، وأن نعود إلى سيرة سلفنا الصالح حتى نرى النخبة في ذلك الزمان، ثم نقارن فيتبين لنا الحق. إن النخبة في تاريخ سلفنا الصالح ومن سار على نهجهم هم إما:
عالم نذر نفسه لله يعقد الدروس وينهل من العلم وينشر الخير بين الناس في يومه وليلته كما قال أحدهم: (من المحبرة إلى المقبرة) .
أو عابد قد تفطرت قدماه من طول القيام وظهر على وجنتيه خطان أسودان من كثرة البكاء حتى إذا أصبح كان وجهه نورًا يعقل به من يراه.
أو مجاهد تكسرت في يده أسياف ودروع ليس في جسده موضع شبر إلا وفيه طعنة أو إصابة في سبيل الله (فلا نامت أعين الجبناء) . [1] عبد الكريم بكار، مقدمات للنهضة بالعمل الدعوي، 122.