ومع ذلك فإننا لا نذم هذه الطريقة إن نحن وضعنا الهدف الأساسي نصب أعيننا؛ ألا وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور وإنقاذهم من النار، بل نسعى لإيجاد الرواحل، والداعية الذي [يشفيك إن قال وإن قلت وعى] ، وتجهيز الرامي قبل السهم والداعية قبل الخطة، وكلهم يخدمون الهدف الكبير ألا وهو [إخراج الناس من الظلمات إلى النور] .
ولنا عبرة في موقف عمر مع المسبل إزاره حينما نصحه، وابن مسعود مع المغني زاذان كيف نصحه فأقلع عن الغناء وأقبل إلى الله.
2- التزاحم على السيادة والريادة في الدعوة {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} :
لقد أفرز الخلل في ترتيب الأهداف واقعًا مرًّا عند بعض الشباب، فظهر في المجتمع الإسلامي ما يُعرف بالتزاحم على السيادة الدعوية وأصبح هناك سباق محموم على المناصب، والمواقع الدعوية مما جعل البعض يدخل في غيبوبة مؤقتة تدفعه لأن يضحي بالمبادئ والثوابت إذا كان ذلك يوصله إلى مبتغاه، وفي الجانب الآخر يترك المجتمع يهيم في ظلام دامس وفتن تجعل الحليم حيرانًا.