responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله المؤلف : البسيط، موسى    الجزء : 1  صفحة : 79
ركود منذ عدة قرون، كما أن عصر الحضارة الإسلامية مع الازدهار العلمي الذي واكبها كان لاحقاً لنهاية تنزيل القرآن.
إن الجهل وحده بهذه المعطيات الدينية والدنيوية هو الذي يسمح بتقديم الاقتراح الغريب الذي سمعت بعضهم يصوغه أحياناً والذي يقول: "إنه إذا كان في القرآن دعاوى ذات صفة علمية مثيرة للدهشة فسبب ذلك هو تقدم العلماء العرب على عصورهم وأن محمداً صلى الله عليه وسلم بالتالي قد استلهم دراساتهم.
إن من يعرف ولو يسيرا تاريخ الإسلام ويعرف أيضاً أن عصر الازدهار الثقافي والعلمي في العالم العربي في القرون الوسطى لاحقٌ لمحمد صلى الله عليه وسلم لن يسمح لنفسه بإقامة مثل هذه الدعاوى الوهمية فلا محل لأفكار من هذا النوع وخاصة أن معظم الأمور العلمية الموحى بها أو المصاغة بشكل بين تماماً في القرآن لم تتلق التأييد في العصر الحديث".
من هنا ندرك كيف أنَّ مفسري القرآن (بما في ذلك عصر الحضارة الإسلامية العظيم) قد أخطؤوا حتماً وطوال قرون في تفسير بعض الآيات التي لم يكن باستطاعتهم أن يفطنوا إلى معناها الدقيق. إن ترجمة هذه الآيات وتفسيرها بشكل صحيح لم يكن ممكناً إلا بعد ذلك العصر بكثير، أي في عصر قريب منا؛ ذلك يتضمن أن المعارف اللغوية المتبحرة لا تكفي وحدها لفهم هذه الآيات القرآنية، بل يجب بالإضافة إليها، امتلاك معارف علمية شديدة التنوع. إن دراسة كهذه دراسة إنسيكلوبيدية (*) تقع على عاتق تخصصات عدة، وسندرك – كلما تقدمنا – في عرض المسائل المثارة تنوع المعارف العلمية اللازمة لفهم معنى بعض آيات القرآن، ومع ذلك فليس

(*) أي موسوعية.
اسم الکتاب : رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله المؤلف : البسيط، موسى    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست