responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله المؤلف : البسيط، موسى    الجزء : 1  صفحة : 48
إلى صاحب، وأكثر الطرق عنهم ضعيفة واهية" [1] .
وأنكر القصة أبو بكر بن العربي وطعن فيها من جهة النقل [2] وأنكرها الماتريدي فقال: "الصواب أن قوله "تلك الغرانيق العلا" من جملة إيحاء الشيطان إلى أوليائه من الزنادقة".
وطعن ابن كثير في ثبوت القصة قائلاً: "قد ذكر كثير من المفسرين هاهنا قصة الغرانيق ... ولكنها من طرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح" [3] . وقد أعلَّ العلماء هذه القصة بالاضطراب، والاضطراب هو الاختلاف في الروايات من غير إمكان للجمع أو الترجيح بينها مما يقدح بصحة القصة إذا اعتراها، والاضطراب في هذه القصة فاحش، فمتى حصل من رسول الله صلى الله عليه وسلم السجود؟ وكيف؟ هنا الاضطراب.
فمن قائل: إنه صلى الله عليه وسلم كان خارج الصلاة، ومن قائلٍ: إنه كان في الصلاة، ومن قائلٍ: إنه حدّث نفسه فيها، ومن قائل: إن الشيطان قالها على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أو قالها وهو ناعس، أو أن الشيطان انتهز سكتة من سكتات النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة فقرأها حاكياً صوت النبي صلى الله عليه وسلم [4] ، فلا جمع ولا ترجيح بين هذه الأوجه كلها. إنّ علماء النقد وأئمة العلل حكموا على القصة من حيث النقل بالسقوط؛ إذ طرق القصة مراسيل لم يسند منها شيء، وأكثر علماء الحديث على عدم الاحتجاج بالمرسل.

[1] الشفا 2/117.
[2] أحكام القرآن 3/1300.
[3] تفسير ابن كثير 6/600.
[4] السيرة النبوية 1/366.
اسم الکتاب : رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله المؤلف : البسيط، موسى    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست