responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دليل الداعية المؤلف : ناجي بن دايل السلطان    الجزء : 1  صفحة : 49
الشرع وطاعة الأمير، وقد يكون أمر أميرك -في عمل أو سفر- مخالفا لما تميل إليه، فعليك طاعته، فإن ذهب كل امرئ حسب هواه فسنرى اختلافًا كثيرًا، وإن أطاع أميره وتنازل عن رأيه فتلك هي السنة، وإنما يكون هلاك الأمة باختلافها كما جاء في الحديث الصحيح: "لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" [1].
وينبغي أن يدرك الداعية أن الله الذي رضي الإسلام دينًا خلق عقول الناس، وأفهامهم متفاوته فنشأ الخلاف، لكن المحذور في الخلاف أن ينشأ عن هوى أو ممن لم يستكمل أهلية الاجتهاد الشرعي وشروطه. أما الاختلاف بين من استكملوا أهلية الاجتهاد الشرعي، وشروطه فهذا أمر عادي لم ينكره الشرع ففي الحديث الصحيح عن عمرو بن العاص أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" [2].
وقد أقر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الاجتهاد الناشئ عن الاختلاف في فهم النص، فعندما قال للصحابة بعد غزوة الأحزاب: "لا يصلين أحدكم العصر إلا بني قريظة" [3]. فهم بعض الصحابة أن الأمر للحث على السرعة في المشي وصلوا العصر قبل غروب الشمس، وفهم البعض الآخر أن وقت العصر الشرعي أصبح في هذا اليوم حين يصلون إلى بني قريظة وصلوه بعد وقته الأصلي، وبعد أن غربت الشمس ووصلوا

[1] صحيح الإمام البخاري، الخصومات: "27/ 2233".
[2] رواه الإمام البخاري، كتاب الاعتصام: "7352"، ورواه الإمام مسلم، كتاب الأقضية "1716".
[3] رواه الإمام البخاري، كتاب المغازي: "4119".
اسم الکتاب : دليل الداعية المؤلف : ناجي بن دايل السلطان    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست