اسم الکتاب : دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف الجزء : 1 صفحة : 378
القسم الثاني: أربع رؤى تعود في مضمونها إلى موضوعٍ واحد، وهو الإخبار عن الدول التي ستقوم في منطقة ما يسمى في العصر الحاضر بـ"الشرق الأوسط"، فأولها "مملكة بابل"، ثم تخلفها في أملاكها "مملكة مادى"، ثم "مملكة فارس"، ثم "مملكة اليونان"، التي تنقسم إلى أربعة ممالك، وهذه الرؤى مكررة في نفس الموضوع. ويفرد "السفر الحادي عشر" تفصيلاً دقيقاً لتحركات ملوك اليونان في سوريا وخاصةً "انتيخس ابيفانس الرابع", وما فعل باليهود، وتدميره لهيكلهم وتنكيله بهم، ولم يذكر السفر شيئاً البتة عن الدولة الرومانية التي خلفت هؤلاء جميعاً وطال حكمها أكثر منهم، مما يعطي الناظر والفاحص دليلاً على أن كاتب السفر أو جزء كبير منه كان في زمن "انتيخس ابيفانس الرابع" اليوناني وهو في الفترة من 175 - 163ق0م80، مع أن الدولة الرومانية التي خلفت اليونانية فعل ملوكها باليهود الأفاعيل ودمروا هيكلهم واستباحوا بلادهم مرتين، الأولى على يد "تيطس" القائد الروماني سنة 70م، والأخرى بأمر الإمبراطور "هادريان" سنة 135م بكيفيةٍ أعظم بكثير مما فعل اليونان باليهود، بل إن الأمبراطور "هادريان" شتت اليهود في الأرض، وشردهم تشريداً استمر عليهم إلى زماننا هذا الذي بدأوا يتجمعون فيه في فلسطين أي ما يقارب 18 قرناً من الزمان.
وهذا كما ذكرتُ يؤكد بأن كاتب السفر ليس هو "دانيال"، وإنما هو رجلٌ آخر عاصر الأحداث التي كتب عنها السفر وذلك بعد دانيال بما يقارب أربعة قرون، وهذا يعني أن السفر ليس موثوقاً به، إذ كاتبه مجهول، وبالتالي معلوماته لا يصح الاعتماد عليها.
اسم الکتاب : دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف الجزء : 1 صفحة : 378