responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف    الجزء : 1  صفحة : 366
والإصلاحيون من اليهود59 ينكرون أن العهد القديم موحى به من الله ويعتبرونه من صنع الإنسان. كما أن الصهاينة60من اليهود يعتبرون التوراة تراثاً يهودياً شعبياً61.
ومما يؤكد أن التوراة لا يمكن أن تكون من كتابة موسى, هو أن جمهور النصارى يرون أن التوراة فقدت من بنى إسرائيل خاصةً عند مهاجمة الملك البابلي "بختنصر" بيت المقدس وتدميره له، وأن الموجود الآن بين أيديهم إنما كتبه "عزرا" الذي كان في زمن السبي البابلي62، إلا أن السؤال هو: من أين وصلت التوراة إلى عزرا وبينه وبين موسى عليه السلام أكثر من ثمانية قرون؟
اليهود والنصارى يقولون: إن الله أو الروح القدس ألهمه التوراة، إلا أن هذه الدعوى لا يوجد ما يدل عليها في "سفر عزرا" ولافي "سفر نحميا" اللذين حكيا جمع عزرا للتوراة، وإنما ورد في "سفر عزرا" ما يدل على أن "عزرا" قد اجتهد في جمع التوراة وتعليمها فقد قالوا: "لأن عزرا هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وليعلٍّم إسرائيل فريضة وقضاء"63.
وليس في هذا دلالةً على أن الله أوحى إليه التوراة كما يزعم اليهود والنصارى، ولو كان الله أوحى إليه التوراة لذكر ذلك لأنه مفخرة عظيمة له, وفيه تأييد له وبرهان على صحة ما كتب، فلما لم يذكر ذلك دل على أن الله لم يوح إليه شيء.
وأظهر ما يكون في الأسفار الخمسة التي يزعمون أنها "التوراة" أنها بشكلها العام من وضع "عزرا", وقد يكون "عزرا" استفاد من أصولٍ أقدم كانت بين يديه لايعلم على التحقيق أصولها ولا كُتَّابها ولا تواريخها، مما يعطي

اسم الکتاب : دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست