ويقول ابن عفالق في موضع آخر من هذه الرسالة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنه ادعا الرسالة[1] وفي رسالة أخرى ألفها ردا على جواب ابن معمر، يقول فيها مخاطبا ابن معمر: (والله لقد ادعى النبوة بلسان حاله لا بلسان مقاله، بل زاد على دعوى النبوة، وأقمتموه مقام الرسول، وأخذتم بأوامره ونواهيه) [2].
ويقول ابن عفالق متهكما بالشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومخاطبا ابن معمر: (وأما من قال أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وادعى النبوة، وأرسل رسله إلى سائر الأمصار) [3].
ويسوق صاحب كتاب "فصل الخطاب" أحمد بن علي القباني نفس الفرية بقوله عن الشيخ أنه متنبي نواحي اليمامة[4]. وفي موضع آخر يقول مخاطبا الشيخ محمد بن عبد الوهاب وساخرا به:
(هل أخذته من بقايا صحف مسيلمة الكذاب عندكم في نواحي اليمامة) [5].
ويتهكم به مرة أخرى فيقول:
(أترى أن كل هؤلاء العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ضلوا وأضلوا من نحو ستمائة سنة إلى أن بعث الله متنبي العيينة داعيا إلى دين الإسلام) [6].
كما أن من أوائل الذين تولوا كبر فرية ادعاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب النبوة، المدعو علوي الحداد في كتابه "مصباح الآنام" حيث يقول:
("وكان" يضمر دعوى النبوة، وتظهر عليه قرائنها بلسان الحال، لا بلسان المقال، لئلا تنفر عنه الناس، ويشهد بذلك ما ذكره العلماء من أن عبد الوهاب[7] كان في أول أمره مولعا بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذبا كمسيلمة الكذاب وسجاح [1] انظر: ق 49. [2] ق 59. [3] ق 64. [4] انظر: ق 36. [5] ق 57. [6] ق 167، ويزيد القباني -بعد ذلك- شناعة فيقول: (فقبح الله العيينة وأهلها) ، ويقول -ق 232-: (وإن زعمتم هذه النبوة لهذا الخارجي) . [7] هكذا جاء في الكتاب: "عبد الوهاب"!!.