"ترجمان الوهابية" براءة أهل الحديث من الوهابيين، لأن الوهابيين - كما يذكر محمد صديق حسن - يعرفون بإراقة الدماء، وينص محمد صديق - عفا الله عنه - أن مصدره في هذه المعلومات هي كتب العلماء المسيحيين1!
وممن تأثر وصدق هذه الدعاوى، الشيخ أنور شاه كشميري، فزعم - عفا الله عنه - أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- يتسارع إلى الحكم بالتكفير[2].
رابعا: إن هذه المسألة تميزت عن غيرها، أن الكثير من المخالفين من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - يوافقونه فيما دعا إليه من بيان التوحيد وتقريره، والنهي عن الشرك والتحذير منه، وسد ذرائعه، دون أن يوافقوه في مسألة التكفير والقتال.
ومما يدل على ذلك ما قاله الشيخ بنفسه رحمه الله حاكيا حال خصومه: (وإذا كانوا أكثر من عشرين سنة يقرون ليلا ونهارا، سرا وجهارا، أن التوحيد الذي أظهره هذا الرجل هو دين الله ورسوله، لكن الناس لا يطيعوننا، وأن الذي أنكره هو الشرك، وهو صادق في إنكاره، ولكن لو يسلم من التكفير والقتال كان على حق ... هذا كلامهم على رءوس الأشهاد) [3]. ويقول الشيخ - في موضع آخر - مبينا وجه مخالفة خصومه: (فلما اشتهر عني هؤلاء الأربع[4] صدقني من يدعي أنه من العلماء
1 انظر: كتاب "دعايات مكثفة ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب" للنعماني ص 103، ص 104. ولتحقيق موقف محمد صديق حسن من دعوة الشيخ الإمام يراجع ما كتبه عبد العليم البستوي أثناء ترجمته لكتاب "محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم" لمسعود الندوي ص175- 177. ويظهر أن مقام الشيخ محمد صديق حسن عند أئمة الدعوة الوهابية كان مقاما رفيعا بدليل أن ابن سحمان أنشد قصيدة في الدفاع عن محمد صديق حسن وكتابه "الدين الخالص" كما يظهر الثناء الحسن والتقدير الكبير في الرسالة التي بعثها الشيخ حمد بن عتيق إلى محمد صديق حسن مبديا بعض الملاحظات على تفسيره "فتح البيان". [2] انظر: بحث "الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ الإمام".. لمحمد يوسف (ضمن بحوث أسبوع الشيخ 2/259) ، وكتاب "محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم" ص182، وكتاب "دعايات مكثفة ضد الشيخ" ص135- 146.
3 "مجموعة مؤلفات الشيخ" 5/26. [4] هذه الأربع بإيجاز: 1- بيان التوحيد. 2- بيان الشرك. 3- تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه. 4- الأمر بقتال هؤلاء المبغضين للتوحيد. انظر: توضيح هذه الأمور الأربعة في مجموعه "مؤلفات الشيخ" 5/24، 25.