responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 205
وإنها من أخصب بقاع العالم زراعيًّا؛ حيث تتوفر لها التربة، ومع التربة الماء؛ إذ يجري فيها أحد أطول الأنهار في العالم "نهل النيل" ويمدها مع الماء بالخصب والنماء؛ حيث يحمل مع مياهه "الغرين" الذي يمثل سمادًا طبيعيًّا للأرض يزيدها قوة وخصبًا[1] ويذكر أنه من الناحية التاريخية كانت أرض مصر على عهد الرومان يزرع منها 95% من مساحتها.
ومصر ليست زراعية فحسب, إنها يمكن أن تكون بلدًا صناعيًّا من الدرجة الأولى بالنظر إلى وفرة المواد الخام من جميع أنواع المعادن، وأكثرها تتركِّز في شبه جزيرة سيناء[2].
فضلًا عن توفُّر الأيدي العاملة بسعر أرخص بكثير من المستوى العالمي للأجور, مع اعتدال الجو الذي يساعد على قيام كثير من الصناعات.
أما رأس المال وما يلزمه.. فإنه يمكن أن يتوقَّف لو كفَّت الأيدي العابثة التي تمتص عرق الشعب، وتدفع إلى جيوبها وتريفه على موائد القمار وعلى أقدام الراقصات والعاهرات.
ولئن نظرنا إلى شعبها إننا نجده يتميز بما يلي:
1- إقباله السهل على الإسلام فيما
لو وجد القدوة الصالحة، وعدم إصراره على المعصية أو الكبيرة كما تفعل شعوب أخرى {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} .
2- وقوفه السريع والعاطفي والمتكتل ورء الحاكم إن وجد فيه الصلاح، وانصرافه عنه في سلبية قاتلة إن وجد فيه الخداع، مع النكتة اللاذعة يطلقها تقض مضجع الظالم، وتكشف عن ذكاء الشعب المظلوم.
3- استعداده للتضحية بالمال والنفس لو وجد سبيله إلى الاقتناع.

[1] منذ نهاية بناء السد العالي احتجَزت خلفه الكمية الضخمة من الغرين التي كانت تسبب خصوبة الأرض، وهو ما يتهدَّد السد العالي نفسه لعلوِّ الأرض خلفه.
[2] أشرنا من قبل إلى أنَّ مصر تسبح في بحيرة من البترول تحرص المصالح اليهودية والصليبية على عدم الكشف عنها الآن.
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست