responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 197
الإسلام, والكيد للمسلمين. ومن حقائق الواقع المعاصر أنَّ نصارى الشام كانوا هم المبشرين بدعوة القومية العربية لتحلَّ محل دعوة المجتمع الإسلامي.
وقد ترعرع الحزب في جوِّ الإرهاب والانقلابات العسكرية, تلك السلسلة التي بدأتها المخابرات الأمريكية بانقلاب حسني الزعيم في 30 مايو 1949 على يد مهندس الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية "كيرميت روزقلت" رجل المخابرات الأمريكية المركزية, الذي دبَّر معظم هذه الانقلابات[1].
يصف الأستاذ جلال السيد, وهو عضو قديم في حزب البعث, انقلاب الثامن من آذار 1963 بقوله:
"سلك حكام ثورة الثامن من آذار مسالك أعطت عنها بعض الحق ليقول الناس فيها أقوالًا تصف ظواهر الأمور البادية للعيان, فهي في نظر الناس ثورة الأقليات الطائفية على الأكثرية, وهي ثورة الجهل على العلم, وذلك برفع الجهلاء من الحزبين, وخفض العلماء سواهم, وهي ثورة التحلُّل وقطع الأواصر الاجتماعية على المروءات والأخلاق العربية, ثم هي فوق ذلك ثورة الإلحاد والمروق على الدين ومناخه الروحي, وهي ثورة المصالح المادية على المعاني السامية والمصطلحات الإنسانية, وثورة الماركسية على القومية وتراثها العربي الثمين[2].
وبانقلاب مارس 1963 كانت المرحلة الثانية من مراحل حزب البعث؛ حيث بدأ الانقسام داخل الحزب, وبدأ طغيان الطائفة النصيرية بالحزب, وألقى ميشيل عفلق بيانًا في القيادتين القومية والقطرية, أشار إلى طغيان الطائفة النصيرية وتعاظم الجناح العسكري.
حيث قامت ما سُمِّيَ بالحركة التصحيحيِّة الأولى, برز فيها صلاح جديد "نصيري" وسليم حاطوم "درزي" وعبد الكريم الجندي "إسماعيلي".
ووراءهم حافظ الأسد "نصيري", ولجأ ميشيل عفلق إلى العراق, وخاضوا

[1] جابر رزق: الإخوان المسلمون والمؤامرة على سوريا, ص29.
[2] المرجع السابق ص38, 39 نقلًا عن كتاب البعث لجلال السيد ص187.
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست