اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة الجزء : 1 صفحة : 178
والاعتقال والتعذيب, ووقفت أثيوبيا تترقَّب الثورة الناشئة أن تهلك نفسها بنفسها, وتخرِّب بيتها بأيديها.
وتحوَّلت قوات الحبشة من الدفاع إلى الهجوم لاسترداد الأراضي التي كسبتها الثورة الإرترية, يساندها في ذلك قوات الاستعمار الجديد من كوبا وروسيا المساندة للحكم الشيوعي القائم في أديس أبابا.
وبدأت مع هذا محاولات الالتفاف السياسية لتصفية الثورة الإرترية, وللانتكاس بها إلى ما قبل سبعة عشر عامًا أو يزيد. بدأت القوى الدولية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي تطرح فكرة الحل السلمي للمشكلة, وتجاوبت مع الاتحاد السوفيتي بعض البلاد العربية التي رأت في ذلك التجاوب مصلحة سياسية لها, وبدأت الضغط على الجبهات المتنافرة لقبول الحل السلمي.
والحلّ السلمي يقترح إقامة اتحاد "كونفدرالي" بين الحبشة وإرتريا واليمن الجنوبي والصومال, وبذا تضمن الكتلة الحمراء قيام حزام آخر محيط بمدخل البحر الأحمر.
فإذا كان لنا من تقويم للثورة الإرترية فإننا نقول بعون الله:
1- إنها بدأت خاطئة. شأن غيرها من الثورات التي كُتِبَ لها الفشل في المنطقة الإسلامية؛ إذ تصوَّرت أن البداية الوطنية خير بداية، فكانت أوَّل خيانة من هذه البداية الوطنية من جمعية حب الوطن إرتريا إلى حب إثيوبيا لترفع شعاره: إثيوبيا أو الموت, واستمرَّ الخطأ بعد ذلك حين قبلت الرابطة الإسلامية الانضواء مع الحزب النصراني تحت لواء واحد، ثم حين راحت تنقسم على نفسها إلى قسمين آخرين يطالبان بالوصاية البريطانية على إرتريا.
2- إنها بدأت خاطئة, وانتهت نهاية أشد خطأً, حين راحت تنقسم على نفسها إلى جبهات ثلاث يحارب بعضها بعضًا أكثر مما يحاربون الأعداء, ويهدد بعضهم بعضًا بالفناء والإفناء, وهي النذر التي أشار إليها رب العالمين حين حدَّثنا عن عوامل النصر في مواجهة أي فئة:
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة الجزء : 1 صفحة : 178