موقفه من قضية التكفير
كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- حريصا على هداية مخالفيه، وإِسداء النصح لهم[1] وكثرة رسائله تدل على ذلك، ومن كان بهذا الوصف، كيف يشغل نفسه بتكفير مخالفيه، أو غيرهم بأقل ذنب، كما رماه مخالفوه؟، بل إِنه أعلن رأيه في أكثر من رسالة في هذه القضية بما لا يدع مجالا لمتأول، وفيما يلي مقتطفات من كلامه، لتأكيد ذلك: يقول الشيخ، رحمه الله:
((ولا أكفر أحدا من المسلمين بذنب، ولا أخرجه من دائرة الإسلام)) [2]. ويقول أيضا:
((وقولكم: إننا نكفر المسلمين؛ كيف تفعلون كذا؟! كيف تفعلون كذا؟!، فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين)) [3]. وأيضا:
((ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إِلا من اتبعني، وأزعم أن
a [1] ينظر رسالته إلى سليمان بن سحيم في القسم الخامس من مؤلفات الشيخ، ص226. [2] رسالته إلى أهل القصيم -القسم الخامس- مؤلفات الشيخ - ص11. [3] رسالته إلى أهل الرياض -القسم الخامس- مؤلفات الشيخ - ص189.