ومن تبعهم من المجاهدين، في مجال بعث الأمة الإِسلامية، في مراحل الضعف العلمي، أو الانحراف السلوكي، كالإِمام أحمد بن حنبل، وابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وغيرهم ممن تحفزهم الأزمات، وتظهر عبقريتهم الشدائد، ومنهم شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب.
نقول: إِن سنة الله مع هؤلاء لا تتغير، وهي سنة التدافع والابتلاء، التي تصل بالكثير منهم إِلى الانتقال من بلد الزرع والبذر، بفسيلة الدعوة الصحيحة، إِلى حيث تجد أرضا خصبة نقية تقبل الماء، فتنبت الكلأ، والعشب الكثير. وفي خلال هذه النقلة التي تفرضها ضرورة الحماية لهذه الفسيلة، يقع لها من التعطش، والتشوق ما يجعلها تزدهر في الأرض بكل قوة، بعد أن تمرّ بمرحلة المعاناة
وهذا ما حدث بالفعل لهذا المصلح المجاهد الذي لم يكد زرعه يخرج ثماره في "حريملاء" حتى راحت الأيدي الحاقدة الآثمة، ذات المنافع الدنيوية، تحاول استئصال هذه البذور، وذلك بمحاولة إِيذاء الزارع (الداعية) نفسه؛ لما كان يتسم به من وضوح، وقوة، لا مهادنة معهما، في النهي عن المنكر، ولا سيما في الأمور الشركية التي تزخرت بها الجزيرة العربية، وغيرها من المناطق الإِسلامية. ففي ليلة من الليالي، ائتمر أهل الفساد، وهموا بتسلق جدار منزل الشيخ لإِيذائه، والإِيقاع به، لولا حفظ الله له، ثم يقظة بعض جيرانه