اسم الکتاب : تأملات المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 199
صورها وأشكالها وطبائعها- تكون من حيث تركيبها الاجتماعي نوعاً واحداً، هو نوع المنتوجات الحضارية، فلا غرابة إذن عندما أقول: إن القلم الذي يكتب هذه الكلمات مثلاً، والشخص الذي يكتبها، والكلمات نفسها والورقة التي تكتب عليها كلها من نوع واحد، من حيث تركيبها الاجتماعي. ولكنني إذا ماحللت القلم بوصفه عينة، والصفحة التي يكتب فيها، فإنني سأجد في العينتين كلتيهما ثلاثة عناصر مركبة:
الإنسان- التراب- الوقت
وهكذا تكون النتيجة دوماً كما استمرت عملية التحليل من عينة إلى أخرى،
من منتوج حضاري إلى آخر.
يمكن إذن أن نعبر عن كل منتوج حضاري بهذه المعادلة الأساسية:
منتوج حضاري = إنسان + تراب + وقت
ويجب الآن أن أكتب هذه المعادلة لكل منتوج من منتوجات الحضارة من الإبرة إلى ما بعدها، وإلى ما بعد الصاروخ، حتى أكوّن جدولاً كاملاً من المعادلات، الواحدة تحت الأخرى في هذا الترتيب مثلاً:
منتوج حضاري أول = إنسان + تراب + وقت
منتوج حضاري ثان = إنسان + تراب + وقت
إلخ ......... = ..........
منتوج حضاري أخير = إنسان + تراب + وقت
وحين أنتهي من ترتيب المعادلات بهذه الصورة، يمكن أن أجمعها عمودياً
على الطريقة المستخدمة في الجبر، وأنتهي حينئذ إلى هذه النتيجة الشاملة: جموع منتجات حضارية = جموع إنسان + جموع تراب + جموع وقت.
اسم الکتاب : تأملات المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 199