اسم الکتاب : بين الرشاد والتيه المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 130
غير الطبيعي الذي كان يكسو رؤوسهم ليمنحهم بياضه وقار الشيوخ، قد طار وكشف عن وجوه ذات ملامح مريبة.
إن الظرف يعطينا أولا الفرصة للملاحظة بأن في المكروه درجات: فالقرصنة قرصنة في سائر الحالات.
والذي يضع الخنجر على رقبتك، ويأمرك بكل وقاحة، أن تعطيه ما عندك، مغتصب سارق ولا شك في ذلك.
والذي يتزيا بزي (الراهب المتسول) [1] أو يلبس إحرام الحاج، وبيده سُبحة، ويرصدك في منعطف الطريق، أو في ركن الشارع ليغتالك ويسلبك متاعك، هو أيضاً مغتصب سارق.
ولكن على أية حال! ألسنا إذا تبصرنا في الأمور أبعد من سطحها، نرى أنفسنا محقين إذا قلنا عن الأول: ياله من مغتصب عفيف.
لقد تحدث الناس، ولعلهم ما زالوا يتحدثون- وربما من أجل تصنيف توراة جديدة- عن العناء الذي عاناه اليهود في حكم هتلر. وتحدثوا بوجه خاص عن محكمة (نورمبرج) التي تحكم على اليهود باسم عنصرية لا تكتم اسمها.
ولكن .. ها نحن أولاء اليوم، نرى محكمة (نورمبرج) بين جدران هيئة الأمم، تحكم على الشعب العربي الفلسطيني باسم التوراة الجديدة!
إن مسوغات الحكم، لا تمت بصلة- نقرؤها في الحكم، أو نرى أثرها فيه بكل وضوح- إلى العنصرية والتعصب الديني.
ولا تمت بصلة نجدها في نص الحكم، إلى إرادة القوة التي أملت بتأسيس إسرائيل بوصفها رأس جسر أعد من أجل غايات استراتيجية، في احتمال حرب [1] كان هذا النوع من الرهبان موجودا في أوربا في القرون الوسطى وكانوا يتسولون تعبدا.
اسم الکتاب : بين الرشاد والتيه المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 130