اسم الکتاب : بين الرشاد والتيه المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 125
فالقضية تختلف تماما عما وقع صبيحة الخامس من حزيران (يونيو) الأخير: فـ (موشي دايان) وشركاؤه بواشنطن، كانوا وحدهم قادرين على تحدي العرف الدولي، وقد بادروا إلى القصف دون أي إخطار موجه للخصم.
إنما ذلك لا يعفي هذا الخصم من مسؤوليته العسكرية، ولا يشفع له إذا كان جهازه للرقابة والدفاع لم يتحرك صبيحة الخامس من حزيران، بينما كان الوضع على شفير الحرب منذ انسحاب قوات هيئة الأمم من (شرم الشيخ).
ومما يلفت النظر، أن أبواق النذير لم تنطلق في القاهرة إلا بعد عشرين دقيقة من القصف الأول للطيران الإسرائيلي لمطارات الجمهورية العربية المتحدة. وأجهزة الرادار لم تتحرك: ((إنها أشنع كلمة سجلها التاريخ في المأساة، وكم من كلمة أخرى تجب قراءتها وتستحق التأمل)).
ولكن .. إننا نعفي أنفسنا من مواصلة قراءة نص لم ينته التاريخ نفسه من كتابته. إن مصير الآلاف من الأسرى العرب بين أيدي الصهاينة- عفوا بين أيدي ضحايا معتقل (داخاء) [1] - لا يزال مبهما.
وبعد ذلك، سنشاهد بعض المواقف (الإنسانية) المعدة للإعلام، ولعلنا سوف نرى على الشاشة، (موشي دايان) يوزع الخبز والدواء على لاجئين مطرودين من بيوتهم كما طرد إخوانهم سنة 1948.
وفوق هذا كله سنرى الوقفة الإنسانية الجديدة (التقدمية) في الغرب، إننا رأيناها منذ أسبوعين فقط تقف بجانب الصهيونية، معلنة أنها تدعم كفاحها العادل. فلا نستغرب أن نراها غدا- وربما اليوم- توجه نداء إنسانيا من أجل اللاجئين والأسرى العرب. [1] هو (دخاو): مدينة قرب (ميونيخ) اتخذ منها النازيون معتقلا كبيرا.
اسم الکتاب : بين الرشاد والتيه المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 125