responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بناء المجتمع الإسلامي المؤلف : السمالوطي، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 158
ثالثًا: المعيار الحضاري:
يَرَى أَنَّ السوي هو المتوافق مع المجتمع أي الذي يجاري قيم المجتمع وقوانينه ومعاييره وأهدافه. ولهذا المعيار أكثر من عيب، وعليه أكثر من مأخذ. فهو يرى أن السواء هو الامتثال التام لقوانين المجتمع وقيمه حتى وإن كانت فاسدة كما هو الحال في عبادة البقرة في الهند، وعبادة الطواطم في الكثير من المجتمعات المتخلفة، ومثل شرب الخمر ولعب الميسر والاتصالات الجنسية غير المشروعة في العديد في الدول الأوروبية، تتطلب من الفرد العمل على إصلاحها وتغييرها بدلًا مِنَ التكيّف معها. يضاف إلى هذا اختلاف معيار الاستواء والانحراف من حضارة إلى أخرى، فوأدُ البنات في الجاهلية لم يكن جريمة لأنه يتفق مع عادات العرب وتقاليدهم، والانتحار في الحضارة الغربية دليل على اضطراب نفسي أو عقلي في حين أنه ظاهرة سوية في اليابان في بعض الظروف، والارتياب الشديد وتوهم العظمة والاضطهاد التي نراها من أعراض "جنون التوهم أو العظمة" تعد سلوكًا لا انحراف فيه عند الهنود الحمر في بعض قبائل الساحل الشمالي للمحيط الهادي ... وهذا يعني عدم وجود معيار عام للسواء والانحراف.

رابعًا: المعيار السيكولوجي أو الطبي النفسي:
ويذهب أنصاره إلى أن الشخصية الشاذة هي ما كان انحرافها ناجمًا عن صراعات نفسية لا شعورية أو خللًا في الجهاز العصبي أو الغدي للإنسان، غير أن هذا المعيار لا يخلو من المآخذ المهمة، فقد يخلو إنسان

منحنى التوزيع الطبيعي Normal Curve. وبناءً على هذا المعيار تختلف معايير الشخصية السوية من مجتمع إلى مجتمع، ومن فترة زمنية إلى أخرى داخل نفس المجتمع، ولا يوجد معيارٌ عام بالإطلاق. هذا إلى جانب أنه يجعل المتمسكين بالقواعد تمسكًا شديدًا مثلهم مثل المتسيبين تمامًا، حيث يعدهما من المنحرفين عن المتوسط الحسابي.

اسم الکتاب : بناء المجتمع الإسلامي المؤلف : السمالوطي، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست