اسم الکتاب : بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 90
و" المتنطعون " هم " المتعمقون، الغالون، المتجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم " [1] .
ج - الأحاديث الدالة على التزام النبي صلى الله عليه وسلم اليسر في أموره، وتيسيره على أمته: لقد امتن الله - عز وجل على هذه الأمة بأن بعث فيهم رسولا، من صفاته أنه يعز عليه ما يعنت أمته، قال جل ثناؤه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] [2] ومعنى قوله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] أي تعز عليه مشقتكم - كما سلف - والناظر في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم يرى بكل جلاء أنه صلى الله عليه وسلم كان يتفادى كل ما يكون سببا لتكاليف قد تشق على المسلمين، وكان يتجنب أن يصنع شيئا تكون فيه مشقة على أمته إذا اقتدوا به فيه، فمن ذلك:
(1) حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ. فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ، حَتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ. فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ [1] شرح النووي على صحيح مسلم 16 / 220. [2] سورة التوبة / الآية 128.
اسم الکتاب : بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 90