responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إلى الذين يحادون مفاتح الغيب باسم العلم الحديث المؤلف : عشماوي، عبد الفتاح بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 22
بقيت مفاتيح ثلاثة {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت} .
والحديث عنها كما تعلمون يطول، فالمحاضرات ليست بحوثا، وإنما شأنها الكلمات المعدودة والأوقات المحدودة؛ ولهذا سنقتصر دون أن نقصر في المعنى إن شاء الله.
لقد قالوا: إن (العلم الحديث) استطاع أن يخبر عما في الأرحام، وأنه أصبح يمكن معرفة الجنين وهو في بطن أمه إن كان ذكرا أم أنثى قبل ولادته، وأنتم تقولون إن الله وحده هو الذي يعلم ما في الأرحام؟
قلنا أولا: لسنا مسئولين عن جهلكم الفاضح لمعنى هذه الجملة {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} ، وقبل أن نوضحها لكم نقول: إن علمكم الحديث هذا الذي علمتم به نوع الجنين وهو في بطن أمه، جاء متأخرا جدا بقرون عديدة ما الله بها عليم، عندما وجدت أول امرأة ولود منذ وضعن أولات الأحمال إلى اليوم، فتستطيع الكثيرات خصوصا الذكيات منهن، بعد أن سبق لها الإنجاب من النوعين أن تعين ما في بطنها بعلامات خاصة تحدث لها، وبعضهن تحدين الأطباء في هذا، هم يؤكدون مثلا أن الجنين ذكر، وهي تعكس بإصرار، وعندما يفصل عنها جنينها يكون القول ما قالت حزام، وينقلب (العلم الحديث) خاسئا حسيرا؛ فالأم علمته قبلكم قديما، وعلمتموه أنتم متأخرين، وهو الفتح من أصل الغيب الذي بيده وحده سبحانه مفتاحه، والأصل قوله {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} .
وتعالوا نوضح: فالعلم بما في الأرحام، هو عندما توضع فيه قطرة النطفة، هل ستتحول إلى ذكر يتبعها ذكور دائما، أم أنثى تتبعها إناث دائما، أم يخلق ذكرا حينا وأنثى حينا، أم تموت النطفة بالعقم فلا ذكر ولا أنثى، والعقم مؤقت أم دائم؟ كل هذا هو العلم بحال الرحم، وهو المعنى المقصود بقوله تعالى - وهو أعلم -: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} ، والذي بيده وحده مفتاحه دون سواه {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً} ، فأصل الهبة في الآية حين وضع النطفة، وهذا هو الغيب الذي سُطِّر ولم يعلم به ولم يستطع غيره، إلى أن يفتح منه سبحانه بما ذكرت الآية وأوضحناه، وعندئذ يعرف نوع الهبة أو الحرمان منها كلية، {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} .
ولدي أمثلة، منها: زوجان أوتيا الكثير من متاع الدنيا، وعملا آخر الطاقة لينجبا وارثا لهذا المتاع الوفير، قيل لهما آخر الأمر إن في (الدنمارك) بأوربا أشهر طبيب تناسلي في العالم، فذهبا إليه، فقال لهما بعد فحصهما: وليس عندكما مانع من الإنجاب، ولا أدري لماذا لم تنجبا، وعادا كما ذهبا. وعكسهما قيل لهما: لن تنجبا البتة، وبعد قليل بدأ الإنجاب بمعدل اثنين في كل دفعة. وامرأة شبعت أولادا ولم تجد الحبوب ولا غيرها لإيقاف السيل المتدفق، والكلام عن الحبوب فيه عيوب وليس هذا مكانه، فأجرى لها الطبيب بموافقتها عملية استئصال كلي للرحم ولم يكد الرحم يلتئم حتى التأم على حمل جديد.
ومن هذه الأمثلة العديد؛ فسبحان من لا تقاوم قدرته، وآخر ما تحدى به (العلم الحديث) مولود الأنابيب، ولا ننسى أن نثني على إعلامنا العظيم أيضا، فقد اشتغل هذا الإعلام العربي والإسلامي طويلا بمولود الأنابيب، وقدم الإعلام هذا (العلم الحديث) بشهوة ما يسمى عندهم بالسبق

اسم الکتاب : إلى الذين يحادون مفاتح الغيب باسم العلم الحديث المؤلف : عشماوي، عبد الفتاح بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست