اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان الجزء : 1 صفحة : 65
ثانيًا: التفريط والجفاء
بعد أن عرَّفنا معنى الغلوّ والإفراط، وما يدّل عليه كل منهما، نقف الآن مع ما يقابلهما، وهو: التَّفريط والجفاء. والتَّفريط في اللغة هو التَّضييع كما في لسان العرب.
وقال الزَّجَّاج: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف: من الآية 28) . أي كان أمره التَّفريط وهو تقديم العجز.
وفي حديث عليّ رضي الله عنه لا يرى الجاهل إلا مفْرِطًا أو مفرِّطًا، وهو بالتخفيف: المسرف في العمل، وبالتّشديد المقصِّر فيه.
ومنه الحديث: «أنَّه نام عن العشاء حتى تفرّطت» أي: فات وقتها قبل أدائها.
وفرّط في الأمر يُفرِّط فرطًا، أي: قصَّر فيه وضيَّعه حتى فات، وكذلك التّفريط [1] .
ومنه قول الرسول، صلى الله عليه وسلم «أما إنَّه ليس في النوم تفريط» [2] . وإذن فالتَّفريط هو التَّقصير والتَّضييع والتَّرك.
قال ابن فارس: وكذلك التَّفريط، وهو التَّقصير، لأنَّه إذا قصر فيه فقد قعد به عن رتبته التي هي له [3] .
وقال الجوهري: فرَّط في الأمر فرطًا: أي قصَّر فيه، وضيَّعه، حتى فات، وكذلك التَّفريط [4] .
وقد وردت مادة (فرط) في القرآن في عدَّة مواضع. [1] - انظر لكل ما سبق: لسان العرب، مادة (فرط) . [2] - جاءت هذه العبارة في حديث أبي قتادة الطويل. أخرجه مسلم (1 / 473) رقم (681) . وأخرجه مختصرًا: أبو داود (1 / 121) رقم (441) . والترمذي (1 / 334) رقم (177) . والنسائي (1 / 294) رقم (614) . وغيرهم. [3] - معجم مقاييس اللغة مادة (فرط) (4 / 490) . [4] - انظر: الصحاح مادة (فرط) (3 / 1148) .
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان الجزء : 1 صفحة : 65