responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 60
ثانيًا: أن الغلو في حقيقته حركة في اتجاه القاعة الشَّرعيَّة والأوامر الإلهيَّة، ولكنها حركة تتجاوز في مداها الحدود التي حدَّها الشَّارع، فهو مبالغة في الالتزام بالدّين، وليس خروجًا عنه في الأصل، بل هو نابع من الرَّغبة في الالتزام به [1] .
ثالثًا: أن الغلو ليس هو الفعل فقط بل قد يكون تركًا [2] فترك الحلال كالنوم والأكل ونحوه نوع من أنواع الغلو، إذا كان هذا التَّرك على سبيل العبادة والتقرّب إلى الله كما يفعل بعض الصّوفيَّة والنَّباتيّين [3] .
رابعًا: الغلو على نوعين: اعتقاديّ وعمليّ.
والاعتقاديّ على قسمين:
اعتقادي كلّي، واعتقادي (فقط) .
والمراد بالغلوّ الكلّي الاعتقادي ما كان متعلّقًا بكلِّيَات الشَّريعة، وأمَّهات مسائلها.
أمَّا الاعتقادي - فقط - فهو ما كان متعلّقًا بباب العقائد دون غيرها، كالغلوّ في الأئمَّة وادِّعاء العصمة لهم، أو الغلوّ في البراءة من المجتمع العاصي، أو تكفير أفراده واعتزالهم.
ويدخل في الغلوّ الكلّي الاعتقادي الغلوّ في فروع كثيرة إذ إن المعارضة الحاصلة به للشَّرع مماثلة لتلك المعارضة الحاصلة بالغلوّ في أمر كلّيّ [4] .

[1] - الغلو في الدين ص (84) .
[2] - مع أن الترك قد يكون فعلا.
[3] - انظر: الغلو في الدين ص (84) .
[4] - ينظر اقتضاء الصراط المستقيم (1 / 289) والغلو في الدين ص (70) .
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست