responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 57
وإيضاحًا لحقيقة الغلوّ، وكشفًا لحدوده ومعالمه، أذكر هذه الحقائق.
أولا: أن منشأ الغلو بحسب متعلقه ينقسم إلى ما يلي [1] .
1- أن يكون الغلوّ متعلقًا بفقه النّصوص، كتفسيرها تفسيرًا متشدّدًا يتعارض مع السِّمة العامَّة للشَّريعة ومقاصدها الأساسيَّة فيشدّد على نفسه وعلى الآخرين.
2- أن يكون الغلوّ متعلّقًا بالأحكام، ومن صور ذلك:
(أ) إلزام النَّفس أو الآخرين بما لم يوجبه الله عز وجل عبادة وترهُّبًا، ومعيار ذلك الطَّاقة الذَّاتيَّة حيث إنّ تجاوز الطاقة في أمر مشروع يعتبر غلوًّا.
ومن الأدلَّة على ذلك، ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «دخل النبي، صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ فقالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلَّقت به، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم حلّوه ليصلّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليرقد» [2] .
قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: وفيه الحثّ على الاقتصاد في العبادة، والنَّهي عن التعمّق فيها. [3] .

[1] - انظر: كتاب الغلو في الدين فقد ذكر هذه الأقسام ص (83 (.
[2] - أخرجه البخاري (2 / 48) ومسلم (1 / 542) رقم (784) .
[3] - انظر: فتح الباري (3 / 37) .
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست