اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان الجزء : 1 صفحة : 36
10- وقال صلى الله عليه وسلم «أنا زعيم بيت في رَبَضَ الجنَّة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وبيتٍ في وسطِ الجنَّة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبيتٍ في أعلى الجنة لمن حَسُنَ خُلُقُه» [1] .
والوسط هنا ما كان بين الرّبض والأعلى.
11- وقال صلى الله عليه وسلم «لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحبّ إليَّ من أن أمشي على قبر مسلم، وما أُبالي أوسط القبر قضيت حاجتي أو وسط السّوق» [2] .
والمراد بالوسط - هنا - الوسط المكاني.
12- وقال صلى الله عليه وسلم «ليس للنساء وسط الطّريق» [3] .
ومعنى الوسط كما في الحديث الذي سبقه الوسط المكاني، وهو ما كان بين الشيئين وهو منه، لأن المشروع في حقّ المرأة أن تكون بجانب الطّريق لا في وسطه، لما يحدث من فتنة بسبب بروزها وتعرّضها للرّجال.
هذه بعض الأحاديث التي وردت وفيها لفظ (الوسط) . ومعناه، ومنها ما يدلّ على معنى الوسطيَّة، ومنها ما ليس كذلك، إذ لا تلازم بين (الوسط) و (الوسطيَّة) ، فكل وسطيَّة فهي وسط، ولا يلزم من كل وسط أن يكون دليلا على الوسطيَّة، فقد يكون من الوسط المكاني أو الزّماني ونحوه، كما سيأتي بيانه - إن شاء الله -. [1] - أخرجه أبو داود (4 / 253) رقم (4800) وصححه الألباني كما في صحيح الجامع رقم (1464) . [2] - أخرجه ابن ماجه (1 / 499) رقم (1567) . قال البوصيري في الزوائد (1 / 512) : هذا إسناد صحيح محمد بن إسماعيل - شيخ ابن ماجه - وثقه أبو حاتم والنسائي وابن حبان، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين. والحديث صححه الألباني كما في إرواء الغليل رقم (63) وصحيح الجامع رقم (5038) . [3] - أخرجه ابن حبان في صحيحه (12 / 416- الإحسان) رقم (5601) . وابن عدي في الكامل (4 / 1321) . وأخرجه - أيضًا- أبو يعلى في مسنده بلفظ: «ليس للنساء باحة الطريق» كما في المطالب العالية (2 / 440) . قال في النهاية (1 / 60) : أي وسطه وباحة الدار: وسطها. اهـ.
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان الجزء : 1 صفحة : 36