responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 321
قال القرطبي: فتقدّر النفقة بحسب الحالة من المنفِق، والحاجة من المنفَق عليه بالاجتهاد على مجرى حياة العادة، فينظر المفتي إلى قدر حاجة المنفَق عليه، ثم ينظر إلى حالة المنفَق، فإن احتملت الحالة أمضاها عليه، وإن اقتصرت حالته على حالة المنفق عليه ردّها إلى قدر احتماله [1] .
من خلال ما سبق ظهر لنا منهج الوسطية واضحًا جليًّا في الجمع والكسب، وإنفاق المال.
ودلتّ الآيات السابقة على النهي على الإِفراط والتفريط، ووجوب الالتزام بالمنهج الوسط، وجماع ذلك قول الله العظيم، {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان:67) . ومن أصدق من الله قيلا.
ومما سبق في تقرير وسطية الإسلام في جمع المال وكسبه وإنفاقه يتّضح انحراف كل من المنهج الرأسمالي والمنهج الاشتراكي [2] .
فالنظام الرأسمالي يقوم على حرية الفرد في عمل ما يروق له من الأعمال التجارية.
فهي تعني حرية الاستثمار، وحرية الفرد في التملك، الحرية المطلقة، فهو حرّ في البحث عن الربح بشتى الوسائل والطرق.

[1] - انظر: تفسير القرطبي (18 / 170) .
[2] - انظر: الوسطية في الإسلام د / زيد الزيد ص (56) .
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست