اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان الجزء : 1 صفحة : 205
وقال ابن كثير في الآية نفسها: {سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (آل عمران: من الآية 64) أي: عدل ونصف نستوي نحن وأنتم فيها، ثم فسرها بقوله: {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا} (آل عمران: من الآية 64) . لا وثنًا ولا صليبًا ولا صنمًا ولا طاغوتًا ولا نارًا ولا شيء، بل نفرد العبادة لله وحده لا شريك له، هذه دعوة جميع الرسل، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: من الآية 36) [1] .
وقال رشيد رضا: قال الأستاذ الإمام في قوله - تعالى -: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} (آل عمران: من الآية 64) لما نكلوا دعاهم إلى أمر آخر، هو أصل الدين وروحه الذي اتفقت عليه دعوة الأنبياء، وهو سواء بين الفريقين، أي عدل ووسط لا يرجح فيه طرف على آخر، وقد فسّره بقوله: {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} (آل عمران: من الآية 64) الآية [2] .
وبهذا يتضح لنا أن هذه الآية نصّ في الوسطيَّة في العبادة، وهي عبادة الله وحده. [1] - انظر: تفسير ابن كثير (1 / 371) . [2] - انظر: تفسير المنار (3 / 325) .
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان الجزء : 1 صفحة : 205