اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان الجزء : 1 صفحة : 176
وفي إطار تقرير منهج الوسطيَّة في العقيدة يأتي قوله - تعالى - {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} (البقرة: من الآية 130) . وملّة إبراهيم، عليه السلام، هي الملة الحنيفيَّة السمحة لا إفراط فيها ولا تفريط.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: فمن ترك طريقه هذا ومسلكه وملته واتبع طرق الضلالة والغي فأيّ سفه أعظم من هذا؟! قال أبو العالية وقتادة: نزلت هذه الآية في اليهود، أحدثوا طريقًا ليست من عند الله، وخالفوا ملة إبراهيم فيما أحدثوه، ويشهد لصحة هذا القول قوله - تعالى -: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (آل عمران:67) [1] .
وفي سورة يونس {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} (يونس: من الآية 105) . قال ابن كثير: أي أخلص العبادة لله وحده، {حَنِيفًا} (يونس: من الآية 105) أي منحرفًا عن الشرك، ولهذا قال: {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يونس: من الآية 105) [2] . [1] - انظر: تفسير ابن كثير (1 / 185) . [2] - انظر: تفسير ابن كثير (2 / 434) .
اسم الکتاب : الوسطية في ضوء القرآن الكريم المؤلف : العمر، ناصر بن سليمان الجزء : 1 صفحة : 176