responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي المؤلف : إبراهيم خليل أحمد    الجزء : 1  صفحة : 94
عشقته مرجريت مطلق، ولا يجوز لها أن تتزوج بمطلق لئلا تعتبر زانية في نظر الكنسية، مع أن طلاقه كان قد تم وفق الأوضاع الكنيسية نفسها، إذ أقرت زوجته السابقة بتهمة الخيانة الزوجية وثبت ذلك عليها بأدلة مادية قاطعة، وأعتقد الرأي العام المسيحي أنها زانية، ولابد أن تطلق.
وهكذا لا يظهر رجال الكنيسة بسخافاتهم هذه إلا حينما يكون الأمر متعلق بملك أو عظيم، وحينما تكون الظروف السياسية مواتية لظهورهم، فهم لا يقصدون بذلك إلا انتهاز الفرص لإثبات وجودهم في صورة بارزة، والإبقاء على شيء من سلطانهم الديني، والظهور أمام الشعب بمظهر الجلال والقدسية، وإقامة الدليل بطريق عملي على أن مكانتهم فوق مكانة التيجان، ومنزلتهم فوق منزلة الأمراء والملوك.
ولا أدل على ذلك من أن حالات الطلاق وزواج المطلقين والمطلقات تحكم بها المحاكم الأوربية والأمريكية، وتنفذها الهيئات المدنية في مختلف شعوب الغرب المسيحي على مرأى من الكنيسة، ومسمع من رجال الدين، دون أن تحرك ساكناً، أو تقوى على الاعتراض على القوانين التي تبيح ذلك، أو على الحالات في تطبيقها.
ولا أدل على ذلك أيضاً من أن رئيس وزراء إنكلترا السابق (السير أنطوني إيدن) قد طلق زوجته الأولى التي هربت مع عشيقها إلى أمريكا، وهو الآن متزوج من غيرها، ولم يرتفع صوت الكنيسة بالاعتراض عليه، ولا على توليه أكبر منصب في الدولة، لأن الظروف السياسية لم تكن مواتية لارتفاع مثل هذا الصوت، أو التلويح بالأناجيل في وجهه.

اسم الکتاب : المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي المؤلف : إبراهيم خليل أحمد    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست