اسم الکتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي المؤلف : البهي، محمد الجزء : 1 صفحة : 476
هذا الصراع الطويل بين المسيحية والإسلام -وإن كانت أقلها وضوحا- أنه لم يستطع أن يجتذب المسيحية رغم احتكاكها الطويل بالإسلام عن قرب إلى تلطيف حدة تحاملها أو تصحيح الصورة السائدة عن عدوها على الأقل، ومضى قرنان من النزاع وقد تزايد العداء عند كلا الجانبين، ولم تتناقص حدة التحامل أو الجهل بحقيقة الأمور.
ووقع القصاص عن عدوان الحروب الصليبية في عالم المسيحية، فبدلا من محاولة الاستيلاء على إقليم من مقدسات المسيحية، وبدلا من شن الحرب على العرب. بدأ اتجاه جديد ينال حظا من التأييد، وهكذا أخذ فرنسيس الأسيزي Francis of Ossisi يبحث من خلال حماسه التبشيري كيف يحول "الكفار" إلى جانب الإنجيل، وعن طريق ريموند لل Raymond lull الذي كانت تعتمل في عقله الدوافع نفسها أدخل تعليم العربية في المعاهد المسيحية في الدراسات العليا[1]. ولكن الهدف من وراء هذه الدراسة ما زال تخريبيا عدائيا إلى حد كبير، إنها تستهدف أن تعرف المزيد عن الإسلام لتكون أكثر تهيؤا لعرض "نقائصه"! ولقد كان صاحب القداسة بطرس Peter the Venerable راعيا لأول ترجمة لاتينية للقرآن كما كان هو نفسه صاحب حملة جدلية طائشة ضد الإسلام[2]، ولم يلحظ تقدم ذو قيمة نحو إدراك أفضل حتى وقت قريب نسبيا فقد اكتنف المحاولات الأولى الجادة جو النزاع من جديد، وأدت عودة المسيحيين إلى الأندلس كما أدى توغل العثمانيين في قلب أوروبا إلى استثارة نيران البغضاء والتحامل، وهكذا تقهقرت إمكانيات التصور الصحيح والتعبير المنصف، وظل العالم القديم منقسما بين "دار الإسلام" و"دار الحرب"، ولا يلتقي القسمان إلا في ساحة القتال أو صفحات الجدل البغيضة! [1] قرر مجمع فيينا سنة 1312م إدخال العربية مع لغات أخرى في جامعات باريس: بولونيا، أكسفورد، سلمنكا، Roman Curia انظر H. Rashdal: the Universities of Eueapein in the Middle ages Oxford 1895 II. PP. 1, 30 81-2, 96.
وهو يقرر ص 30 "أن الغرض من هذا القرار كان تبشيريا خالصا وكنسيا لا علميا". [2] على سبيل المثال Dmile Dermenghem: La vie de Mahomet: Paris,1929, 136-R.W. Southern, Western Views of Islam in the Middle ages, Hgruord Ilsusis press. 1692, 37.
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي المؤلف : البهي، محمد الجزء : 1 صفحة : 476