responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العلم يدعو للإيمان المؤلف : كريسى موريسون    الجزء : 1  صفحة : 60
والطيور التي تؤخذ صغيرة من أعشاشها، تصنع لنفسها حيت تكبر اعشاشا على نمط نوعها، وللعادات المتوارثة جذور عميقة في ظلمات القدم، فهل هذه الاعمال نتيجة المصادفة أو نتيجة اعداد حكيم؟ ان في هذا الكفاية لاظهار قوة العادة الوراثية التي نسميها بالغريزة. ومن بين جميع الكائنات الحية التي جابت نواحي الارض، لا نجد احدا منها حاز من قوة التعليل مثل ما حازه الانسان.
فهناك بقاء في الحياة بفضل الضبط، وهناك فناء لان الضبط قد تخلى الحد اللازم. ولكن الإنسان وحده هو الذي نمى معرفته بالارقام. ولو ان احدى الحشرات عرفت عدد سيقانها، لما امكنها ان تعرف عدد سيقان اثنين من نوعها، فان ذلك يتطلب قوة تعليل.
وكثير من الحيوانات هي مثل سرطان البحر LOBSTER الذي إذا فقد مخلبا، عرف ان جزءا من جسمه قد ضاع، وسارع إلى تعويضه باعادة تنشيط الخلايا وعوامل الوراثة ومتى تم ذلك كف الخلايا عن العمل، لانها تعرف بطريقة ما ان وقت الراحة قد حان.
(وكثير الارجل) المائي إذا انقسم إلى قسمين: استطاع ان يصلح نفسه عن طريق أحد هذين النصفين، وأنت إذا قطعت رأس (دودة الطعم) تسارع إلى صنع راس بدلا منه. ونحن نستطيع ان ننشط التئام الجروح ولكن متى يتاح للجراحين ان يعرفوا كيف يحركون الخلايا لتنتج ذراعا جديدة، أو لحما، أو عظاما، أو أظافر، أو اعصابا – إذا كان ذلك حقا في حيز الامكان؟
وهناك حقيقة مدهشة تلقى بعض الضوء على لغز هذا الخلق من جديد: فان الخلايا في المراحل الاولى من تطويرها إذا تفرقت، صار لكل منها القدرة على خلق حيوان كامل. ومن ثم فانه إذا انقسمت الخلية الاولى إلى قسمين، وتفرقه هذان، تطور منهما فردان. وقد يكون في ذلك تفسير لتشابه التوأمين، ولكنه يدل على أكثر من ذلك، وهو ان كل خلية في البداية يمكن ان تكون فردا كاملا بالتفصيل، فليس هناك شك اذن في انك أنت، في كل خلية ونسيج.

اسم الکتاب : العلم يدعو للإيمان المؤلف : كريسى موريسون    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست