وعقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مؤتمرا، في شأن الوباء الذي انتشر في الشام، توافد عليه في هذا المؤتمر كبار الصحابة وشاورهم في القدوم بمن معه إلى الشام وعرض كل فريق رأيه، ثم أخذ عمر بما اتضح له صوابه الذي أيده - بعد ذلك - حديث رواه عبد الرحمن بن عوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [1] .
وكذلك جمع أصحابه رضي الله عنه في شأن أرض العراق التي رأى عدم قسمتها في الغانمين للمصلحة العامة، وخالفه بعضهم، فأخذ يستشير ويسمع الآراء ويدلي بحججه، حتى انتهى إلى ما رآه أولا، مع شدة الخلاف في ذلك [2] .
وكل تلك المؤتمرات كان الهدف منها إيصال الحق إلى العقول وإقناعها به بالحجة والبرهان. [1] البخاري (7 / 21) ومسلم (4 / 1740) . [2] كتاب الخراج (24، 27) .