وبهذا يتمكن المسلمون من منافسة أعداء الإسلام في وسيلة هي من أهم الوسائل للسباق إلى العقول.
ومما يجب التنبيه عليه، أن المواد التي تتخذ وسيلة الإعلام لنقلها وإبلاغها إلى العقول، ليست قاصرة على موضوعات دينية معينة، كما قد يتبادر إلى الأذهان عند عامة الناس، ومنهم العلمانيون الذين يظنون أن هذه الأجهزة إذا سيطر عليها دعاة الإسلام وأتباعهم سيكون مجالها ضيقا، لا يخرج عن الوعظ والإرشاد والدعوة إلى بعض شعائر الإسلام، وتفسير آي من القرآن الكريم أو أحاديث من السنة الشريفة ونحو ذلك، بحسب فهمهم الضيق للدين الإسلامي، وكذلك ظن بعض المتدينين الذين ضاقت آفاقهم عن الفقه الشامل للإسلام ومقاصده وعن المساحة الواسعة للمباحات التي ترك الإسلام للناس أن يرتعوا فيها دون حرج ولا إثم، فلا ينبغي أن يضيقوا دائرة ما أباحه الله ويبالغوا في منعه؛ لأن تحريم المباح منهي عنه شرعا كتحليل الحرام ...
إن هذا التبادر الحاصل من الطرفين غير صحيح، وإن الإسلام أشمل مما يظنون، كما أن الأصل في الأشياء الإباحة، إلا ما ورد به نص من الكتاب والسنة، أو ما يصادم مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية.