وإذا اقتضى الأمر أن يخصص خطباء المدينة كلهم أو القطر الواحد كله موضوعا واحدا لخطبهم في يوم واحد لكونه أهم أحداث الساعة فعلوا كذلك، بل لو اقتضى الأمر أن يتفق خطباء المساجد الكبرى في العالم الإسلامي كله على أن تكون خطب الجمعة كلها في يوم واحد في موضوع واحد فعلوا ذلك لكون الموضوع يتعلق بقضية عامة يحتاج لبيانها جميع المسلمين.
وقد أصبح هذا الأمر اليوم ممكنا عن طريق وسائل الاتصال السريعة، وبخاصة الهاتف والفاكس، والإنترنت ...
ومما يحقق هذا التنسيق تكوين رابطة لأئمة المساجد في المدن والقرى في القطر الواحد، ثم في أقطار المسلمين كلها، بحيث يتم عن طريق هذه الرابطة تدارس أحوال المسلمين وحاجاتهم وما ينبغي اتخاذه في كل شأن من شؤونهم.
إن أئمة المساجد لو فعلوا ذلك كان لهم دور كبير في سبقهم بالحق إلى العقول محليا وعالميا، وكان للمساجد دور عظيم في هذا الشأن.
وهذا كان شأن المساجد وأئمتها وخطبائها في عصور الإسلام المفضلة، ويجب على المسلمين أن يسعوا الإعادة ذلك الشأن لمساجدهم.