responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخطابة الإسلامية المؤلف : عبد العاطي محمد شلبي    الجزء : 1  صفحة : 69
خطبة لعثمان بن عفان "رضي الله عنه" يحذر الناس من خداع الدنيا:
إنكم في دار قعلة، وفي بقية أعمار، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه، فلقد أتيتم، صبحتم أو أمسيتم، ألا وإن الدنيا طويت على الغرور، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. اعتبروا بمن مضى، ثم جدوا ولا تغفلوا؛ فإنه لا يغفل عنكم، أين أبناء الدنيا وإخوانها الذي أثاروها وعمروها، ومتعوا بها طويلا، ألم تلفظهم! ارموا بالدنيا حيث رمى الله بها، واطلبوا الآخرة؛ فإن الله قد ضرب لها مثلا، وللذي هو خير، فقال عز وجل: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا، الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} ."[1] [الكهف] .
يرى عثمان -رضي الله عنه- أن منطلق الآداب هو إدراك حقيقة الدنيا فلا يغتر بها الإنسان، ومن تغره الدنيا عليه أن يعتبر بمن سبقه ممن حرصوا على الدنيا فيما أصبحوا، فقد أصبحوا هشيما تذوره الرياح، وما دامت الباقيات الصالحات عند الله، فليقم الناس حياتهم على الصلاح والتقوى.

[1] الطبري جـ4 ص243.
اسم الکتاب : الخطابة الإسلامية المؤلف : عبد العاطي محمد شلبي    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست