اسم الکتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 77
الشيطان؛ لأنه الحامل عليها بوسوسته، فيمنع من التثبت والنظر في العواقب، فيقع المستعجل في المعاطب والفشل [1] ولذلك قيل:
يا صاحبي تلوما لا تعجلا ... إن النجاح رهين أن لا تعجلا
وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: لا يزال الرجل يجني من ثمرة العجلة الندامة [2].
وينبغي أن يُعْلَم أن العجلة المذمومة ما كان في غير طاعة، ومع عدم التثبت وعدم خوف الفوت، ولهذا قيل لبعض السلف. لا تعجل، فالعجلة من الشيطان، فقال: لو كان كذلك لما قال موسى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84] [3].
وقد قال بعض السلف: لا تعجل عجلة الأخرق وتحجم إحجام الواني.
والخلاصة: أنه يستثنى من العجلة ما لا شبهة في خيريته، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} [الأنبياء: 90] [4].
وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال الأعمش: ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم: " التُؤَدَةُ [5] في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة " [6]. [1] انظر: شرح السنة للبغوي 13/ 176، وفيض القدير شرح الجامع الصغير3/ 184. [2] انظر: تحفة الأحوذي شرح الترمذي6/ 153. [3] سورة طه، الآية 84. [4] سورة الأنبياء، الآية 90. [5] التؤَدَةُ. التأني. انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 3/ 277، وعون المعبود 3/ 165. [6] أبو داود، كتاب الأدب، باب الرفق 4/ 255، والحاكم بلفظه وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي1/ 64، وانظر. صحيح سنن أبي داود3/ 913.
وذلك لأن الحزم بذل الجهد في عمل الآخرة؛ لتكثير القربات ورفع الدرجات لأن في تأخير الخيرات آفات. انظر فيض القدير3/ 277، وعون المعبود3/ 165.
اسم الکتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 77