اسم الکتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 51
علمك من يجهل، وتعلم ممن يعلم، فإنك إن فعلت ذلك علمت ما جهلت، وحفظت ما علمت] [1].
ولهذا قال الِإمام الشافعي رحمه الله:
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ ... سأنبئك عن تفصيلها ببيان
ذكاءٌ , وحرصٌ , واجتهاد , وبلغة ... وصحبةُ أستاذٍ وطول زمان (2)
3 - ومنها: اجتناب جميع المعاصي بتقوى الله - تعالى -؛ فإن ذلك من أعظم الوسائل إلى حصول العلم، كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] [3] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29] [4].
وهذا واضح بين أن من اتقى الله جعل له علمًا يُفَرِّقُ به بين الحق والباطل [5] ولهذا قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: " إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد عَلِمَه بالذنب يعمله " [6].
وقال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: " خمسٌ إذا أخطأ القاضي منهن خطةً [7] كانت فيه وصمةً [8] أن يكون: فهمًا، حليمًا، عفيفًا، صليبًا [9] عالما سئولًا عن العلم " [10]. [1] جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، 1/ 102، 103.
(2) ديوان الشافعي ص116. [3] سورة البقرة، الآية 282. [4] سورة الأنفال، الآية 29. [5] انظر: تفسير ابن كثير 1/ 338، وتفسير السعدي 1/ 349. [6] جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر1/ 196. [7] خطة: أي خصلة. انظر. فتح الباري13/ 146. [8] وصمة: عيبًا. انظر: فتح الباري 13/ 146. [9] قويا شديدًا، يقف عند الحق ولا يميل مع الهوى. انظر: فتح الباري 13/ 146. [10] البخاري مع الفتح، كتاب الأحكام، باب متى يستوجب الرجل القضاء13/ 146.
اسم الکتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 51