اسم الکتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 287
وقال: " مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط، وتشريدهم في البلاد " [1].
وقال: " حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ " [2].
وغرس الشافعي في نفوس الناس بغض الكلام وأهله، وحب الكتاب والسنة والتمسك بهما، قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي [3] قلت للشافعي: إن صاحبنا الليث [4] كان يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة. فقال الشافعي - رحمه الله -: قصر الليث - رحمه الله -، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب [5].
وجاء رجل من أهل الكلام إلى الشافعي - وهو في مصر - فسأله عن مسألة من الكلام فقال له الشافعي: أتدري أين أنت؟ قال الرجل: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك؟ قال: لا. قال: هل تكلّم فيه الصحابة؟ قال: لا. قال: هل تدري كم نجمًا في السماء؟ قال: لا. قال: فكوكب منها، تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خُلق؟ قال: لا. قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه؟ ثم سأله الشافعي عن مسألة [1] انظر: سير أعلام النبلاء 10/ 29. [2] قدم صبيغ بن عسل الحنظلي المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر، وقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ. قال: وأنا عبد الله عمر، فضربه بعراجين النخل حتى دمي رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد ذهب الذي كنت أجده في رأسي. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 2/ 198. [3] يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة، شيخ البخاري، أبو موسى الصدفي، ولد سنة 170هـ، وتوفي سنة 264 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 12/ 348. [4] هو الليث بن عاصم بن كليب، الإِمام القدوة العابد المصري، ولد سنة 115 هـ، وتوفي سنة 211 هـ انظر: تهذيب التهذيب 8/ 419، وسير أعلام النبلاء للذهبي 10/ 188. [5] أي: والسنة. انظر: شرح العقيدة الطحاوية ص 510، وسير أعلام النبلاء 10/ 23.
اسم الکتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 287