اسم الکتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 174
"سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، ولكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم» [1].
ومن مواقفه العظيمة في بدر: اعتماده على ربه- تبارك وتعالى- لأنه قد علم أن النصر لا يكون بكثرة العدد ولا العدة، وإنما يكون بنصر الله- عز وجل- مع الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله.
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال: «لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه ([2]) "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض "، فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله- عز وجل-: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]» [3] فأمده الله بالملائكة (4) [1] سقت هذه القصة بالمعنى، وانظر: سيرة ابن هشام 2/ 253، وفتح الباري 7/ 287، وزاد المعاد 3/ 173، والرحيق المختوم ص200، وقد أخرج البخاري مواضع منها. انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب إذ تستغيثون ر بكم 7/ 287، وكتاب التفسير 8/ 273، وأخرج مسلم بعض المواضع من القصة. انظر: صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر 3/ 1403، وانظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر2/ 194. [2] يهتف بربه، أي: يصيح ويستغيث بالله بالدعاء. انظر: شرح النووي12/ 84. [3] سورة الأنفال، الآية 9.
(4) أخرجه مسلم بلفظه ني كتاب الجهاد والسير والمغازي، باب الإِمداد بالملائكة في غزوة بدر 3/ 1383، والبخاري مع الفتح بمعناه مختصرًا، في كتاب المغازي، باب قوله تعالى: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. 7/ 287، وانظر. الرحيق المختوم ص 208.
اسم الکتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 174