7- فقه السنن
وهي عامل مهم في نضوج الرأي وسلامة التفكير، لأن التفكر في السنن الكونية والشرعية مما حث القرآن على العناية به: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} (الروم: من الآية 9) . {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} (يوسف: من الآية 109) . حيث وردت عدة مرات، فنجد في سورة الحج 46: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} (الحج: من الآية 46) فقرن السير في الأرض -وهو إما حسي أو معنوي- بالعقل، وهو موطن الحكمة، بل إن الآيات جاءت أمرا بالسير في الأرض، ولم تقتصر على الاستفهام فقال -سبحانه- في عدة آيات:
{فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} (آل عمران: من الآية 137) . {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} (الأنعام: من الآية 11) .
إن قراءة التاريخ والاطلاع على أحوال الأمم الماضية يضيف إلى رصيد التجربة رصيدا علميا من تجارب الآخرين، ولذا قال الشاعر:
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر
وكلما تعمق الإنسان في رؤية الماضي من خلال السنن الكونية والشرعية، كان أكثر قدرة على وضوح الرؤية في المستقبل، ضمن الضوابط الشرعية والعقلية.