(جـ) وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه " أن رجلا قال: «يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله» رواه أحمد والترمذي [1] .
إلى غير ذلك من الأحاديث التي سأل أصحابها عن أفضل العمل، فاختلفت إجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراعاة لحال السائلين، وإدراكا منه صلى الله عليه وسلم أن ما يستطيعه هذا قد لا يستطيعه ذاك، إلى غير ذلك من الأسباب التي يراعى فيها حال الفرد وحاجة الأمة وقواعد الشرع.
ولو أن الدعاة استطاعوا أن يكلفوا كل إنسان بما يحسنه [2] ويبتعد عما لا يستطيع، لحققت الأمة اكتفاء ذاتيا في أغلب مجالاتها.
ولكن واقع أغلب الناس، كما قال الشاعر:
ومكلف الأشياء ضدّ طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار
3- وانظر إلى هذا الأسلوب الحكيم من لدنه صلى الله عليه وسلم لمعالجة قضية مهمة تحتاج إلى الحكمة، وبعد النظر. [1] أحمد (4 / 194) ، صحيح الترمذي للألباني (3 / 139) وانظر: الحكمة في الدعوة إلى الله ص 47. [2] عدا الواجبات وفروض العين.