responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 73
المنح التي يختص الله بها عباده، ويورعها بينهم، إنما هي مظاهر حكمة الله وعدله، فهو ينظر إلى ما لديه منها بعين القناعة والرضا دون أن تمتد إلى ما وهب الله غيره منها امتداد اعتراض أو حسد، وهو ولا شك مثال من أمثلة الكمال الخلقي.
وعكس ذلك من أمثلة النقص الخلقي في الإنسان.
ثالثًا: الكمال السلوكي
هو طراز راق من السلوك في الحياة، يتمثل بالحكمة في تصريف الأمور، وتكون الحكمة بوضع الأشياء في مواضعها، وإعطاء كل أمر ما يناسبه.
ويقابل هذا الكمال السلوكي النقص السلوكي، ويتمثل بالحماقة في تصريف الأمور، وتكون الحماقة بوضع الأشياء في غير مواضعها.
ويسمى الصاعد في سلم الكمال السلوكي حكيمًا، ويسمى الهابط في درك النقص السلوكي أحمق.
ولهذا الكمال مجالات يبلغ عددها عدد ما في الحياة من أنواع السلوك، ومن هذه المجالات المجالات التربوية، والشخصية، والإدارية والسياسية، والاجتماعية، وغيرها.
ولما كان الكمال السلوكي جزءًا من مفهوم مبدأ "فعل الخير والعمل على نشره، ترك الشر والعمل على قمعه" الذي هو أساس راسخ من أسس الحضارة الإسلامية وجدنا الإسلام يدفع الإنسان المسلم كيما يرتقي باستمرار في سلم هذا الكمال، وذلك في كل مجال من مجالات الحياة، كما وجدناه يأخذ بيد الإنسان المسلم بعيدًا عن كل حماقة في السلوك، في كل مجالات الحياة أيضًا، وذلك بغية أن يصل به وبالمجتمع الإنساني كله إلى قمة الحضارة الإنسانية المثلى في ميدان السلوك.
وكان دفع الإسلام الإنسان المسلم إلى الكمال السلوكي من عدة طرق:

اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست