responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 373
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} .
وأما الاحتمال الثاني: وهو الذي أشارت إليه الآية بقوله تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} .
أي: أم هم ممن جعلوا لله شركاء في ربوبيته، وزعموا بأن هؤلاء الشركاء قد خلقوا مثل خلق الله، فاختلطت عليهم مخلوقات الله بمخلوقات الشركاء، فاشتبه عليهم الأمر، فحيرهم، فأوقع في أنفسهم أنهم قد يكونون مخلوقين من قبل هؤلاء الشركاء، أو أن بيدهم رزقهم أو حياتهم، أو أي شيء يتصل بهم مما ينفعهم أو يضرهم، ومن أجل ذلك عبدوهم، والتجئوا إليه بالدعاء.
فإن كانوا كذلك فابدأ بهم من نقطة التوحيد الأولى، وهي توحيد الربوبية، فأثبت لهم أن الله خالق كل شيء، وأنه هو الواحد القهار، الذي تنفذ مشيئته في كل شيء بسلطان القوة والقهر، وليس لأحد مشاركة الله فيما يقضي به أو يأمر أو يخلق، فقال الله تعالى:
{قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} .
وقد أجمل الله لرسوله في هذا النص نقاطًا ثلاثًا من الاستدلال على توحيد الربوبية، فصلها وبسطها في متفرقات من القرآن المجيد:
النقطة الأولى: كون كل شيء في الوجود الحادث مخلوقًا لله تعالى.
النقطة الثانية: كون الله واحدًا في ذاته متفردًا في ربوبيته.
النقطة الثالثة: كون الله قهارًا غالبًا، ومن له القهر على كل شيء فهو الرب حقًّا.
وتفصيل أدلة هذه النقاط الثلاث قد جاء موزعًا في القرآن الكريم، وقد ترك للرسول صلى الله عليه وسلم بيانه للمشركين، في إقامة الحجج لهم على توحيد الربوبية لله تعالى بقدر الحاجة، الذي يلزم عنه عقلًا توحيد الإلهية له، أي: هو وحده المستحق للعبادة، وكل عبادة لغيره شرك به في إلهيته.

اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست