اسم الکتاب : الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : سعيد بن علي ثابت الجزء : 1 صفحة : 31
نص ثالث لهذه الخطبة: ثم خطب الرسول صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، فقال: «إن الحمد لله أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أحب الله، أحبوا الله من كل قلوبكم [ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقس عنه قلوبكم] فإن من كل ما يخلق الله يختاره الله ويصطفي، فقد سماه خيرته من الأعمال مصطفاه من العباد والصالح من الحديث، ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، واتقوه حق تقاته واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم , وتحابوا بروح الله بينكم، وإن الله يغضب أن ينكث عهده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» ، قال ابن كثير رحمه الله تعالى وهذه الطرق مرسلة إلا أنها مقوية لما قبلها، وإن اختلفت الألفاظ [1] .
إن ألفاظ الخطبتين الثانية والثالثة اللتين رواهما البيهقي بسنده عن [1] ابن كثير، السيرة النبوية، المرجع السابق، جـ 2، ص: 301-302.
- ابن كثير، البداية والنهاية، المرجع السابق، جـ 3، ص: 214.
- وقوله صلى الله عليه وسلم: " ولا تملوا كلام الله وذكره فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي " قال السهيلي الهاء في قوله: " فإنه " لا يجوز أن تكون عائدة على كلام الله تعالى ولكنها ضمير الأمر والحديث، فكأنه قال: إن الحديث من كل ما يخلق الله يختار، فالأعمال إذًا كلها من خلق الله، قد اختار منها ما شاء، قال سبحانه: وربك يخلق ما يشاء ويختار نقلا عن محمد بن يوسف الصالحي: سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد، مرجع سبق ذكره، ص: 333.
اسم الکتاب : الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : سعيد بن علي ثابت الجزء : 1 صفحة : 31