اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 493
ومنها: حديث: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» [1].
وفي سورة آل عمران [2]: ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169). وذكر عن تفسير ابن عطية [3]، حديث: «إن أرواح الشهداء على باب الجنة في أجواف طير خضر» [4] في أشياء مما يتعلق بهذا.
قلت: وذلك مما لا إشكال فيه. فإن الأرواح عندنا أجسام لطيفة فلا يمتنع أن يكرم الله الشهداء بأن يعلقها بأشكال الطيور [5]، ليدوم نعيمها حتى القيامة جزاء على جودهم بأنفسهم في سبيل الله. [1] أخرجه البخاري بهذا اللفظ في كتاب الأذان، باب فضل التهجير إلى الظهر، وفي كتاب الجهاد، باب الشهادة سبع سوى القتل. وأخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الرباط في سبيل الله، والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الشهداء من هم؟، وأحمد في المسند (2/ 325، 533). [2] سورة آل عمران، الآية: 169. [3] انظر تفسير ابن عطية 3/ 293. [4] أخرجه بألفاظ غير هذا اللفظ: مسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الشهادة، والترمذي في تفسير سورة آل عمران، وابن ماجه في كتاب الجنائز، باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر، والدارمي في كتاب الجهاد، باب أرواح الشهداء، وأحمد في المسند (6/ 386). [5] هذا رأى بعض العلماء، مستدلين بإحدى روايات الحديث السابق" أرواحهم كطير خضر" وأنه يطابق الحديث الذي أخرجه النسائي في الجنائز باب أرواح المؤمنين، وغيره:" إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يبعثه الله يوم القيامة".
رد هذا الرأي الإمام ابن القيم في كتاب الروح ص 150 وما بعدها، وقال إنها في أجواف طير خضر أي أرواح وطير، هي في أجوافها تطير وتروح إلى قناديل مستقرة تحت العرش هي مأوى لتلك الطير. مستدلا بحديث: «إن أرواح الشهداء ... في أجواف طير خضر» وهو أصح من الحديث السابق ومن الرواية الأخرى للحديث نفسه. والله أعلم.
اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 493