responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي    الجزء : 1  صفحة : 434
والمغيبات: اللاتي غاب عنهن أزواجهن. وفي لفظ لمسلم [1]: «لا يبيتن أحد عند امرأة إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم» [2].
قلت: ومستنده [3] في إنكار هذا ما قدمه/ من أن الشيطان بسيط مجرد عن المادة فلا يوصف بأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم [4]. لأن ذلك يوجب جسميته ونحن قد منعنا ذلك عليه في موضعه. وبينا قواطع الإنجيل في جسمية الشياطين لكنها أجسام لطيفة للطافة مادتها وبذلك يصح عليها أن تجري من ابن آدم مجرى الدم وغيره، كالأرواح، والرياح،/ فإنه قد قال بعض أهل العلم:" إن الروح جسم لطيف سار في هذا الهيكل الكثيف على شكله [5] والهوى يتخرق نواحي البدن، حتى قال بعضهم: الروح هو الهواء المتردد في مخاريق البدن [6]، على أنه يجوز أن يكون أراد بالشيطان هنا: النفس الأمارة، أو الهوى، لأن هذين يوافقان الشيطان على ما يريده وإذا اتجه ما قلناه، واحتمل ما عليه [7] حملناه، لم يبق للاعتراض به وجه.
وروى عبد الرزاق في تفسيره قال: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: «قال قرينه ربنا ما أطغيته» [8] قال:" قرينه الشيطان" [9].

[1] في كتاب السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها حديث: 19، عن أبي الزبير عن جابر.
[2] في (أ):" أو ذو رحم محرم" والمعنى الا أن يكون الداخل أو البائت زوجا أو ذا محرم، أو أن تكون المرأة ذات زوج حاضر، أو ذات محرم حاضر. [انظر شرح صحيح مسلم 14/ 153].
[3] في (أ): ومسنده.
[4] عبارة (أ):" بأنه يجري مجرى من ابن آدم فجرى مجرى الدم".
[5] ذكر ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره (3/ 61) عن السهيلي أنها:" ذات لطيفة كالهواء سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر" اهـ.
[6] ذكر ابن القيم- رحمه الله- في كتابه الروح (ص: 235) وما بعدها أقوال الناس فيها واختلافاتهم.
[7] في (ش): على ما عليه.
[8] سورة ق، آية: 27.
[9] قلت: وهذا مروي عن مجاهد. [انظر تفسير القرطبي 17/ 16].
اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي    الجزء : 1  صفحة : 434
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست