اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 390
والتخصيص لازم فيما حكاه الخصم من قوله في التوراة: إن الدواب خلقت من التراب، لأنا نقول:
أي الدواب تريد؟ إن أردت مجموع جنسها أولا وآخرا في جميع أزمنة الوجود فهذا يكذبه العيان، لأنا نشاهد الدواب تتكون من ماء الذكر والأنثى.
وإن أردت أنواع جنس الدواب الأول التي هي لأنواعها كآدم لنوع [1] البشر، وهو المراد لآن هذا الكلام في سفر الخليفة [2]، وهو إنما يذكر فيه أوائل الموجودات.
وحينئذ يلزم التخصيص إن أريد باللام في" الدواب" الاستغراق.
وإن أريد العهد- يعني أوائل أنواع الدواب- لم يكن فيه حجة على مناقضة القرآن إذ يصير تقديره: بعض جنس الدواب من التراب.
والقرآن تضمن أن كل دابة خلقت من" ماء" فيخص أحد الكتابين الآخر، إن سلمنا صحة التوراة، وإلا لم/ يلزمنا ما فيها، بناء على ما سبق.
وأما قوله: خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً .. [3] فإن حملنا لفظ (الدابة) على المعنى الوضعي دخل فيه البشر، واتفقت الآيتان. وإن حملناه على العرفي لم يتناول البشر، وكان في هذه الآية مفردا بالذكر على وفق ما ذكر في الدابة من الخلق من الماء، والمراد أنه خلق الإنسان من الماء يعني" مني" الزوجين وهو مشاهد. [1] في (م): لأنواع. [2] أي سفر التكوين في التراجم الحديثة. وهو في الأصحاح الأول منه [3] سورة الفرقان، آية: 54.
اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 390