اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 237
فحاصل الأمر: أن الإنسان مركب من هيكل ونفس، وأن التكليف واقع على جزئيه كليهما، على هيكله عملا، وعلى نفسه اعتقادا وعلما. هذا كله مع اتفاق العقلاء [1] على أن الشرع لم يأت بما ينافي العقل، ولا يجوز فيه، بل بما قد لا يدركه العقل مع إمكانه في نفسه. ولهذا قال" أرسطو «[2]» " على ما حكى عنه هذا النصراني في كتابه هذا الذي نحن بصدد مناقضته في بيان ضرورة النبوة للخلق قال/:" إن الحال في عقولنا عند النظر إلى المبادي الأولى [3]، كحال الخفاش [4] عند النظر إلى الشمس أعني أن الشمس في غاية الظهور في نفسها، وهي خفية عند الخفاش لضعف إبصاره". [1] في (أ): مع اتفاق العلماء. [2] أرسطو، أو أرسطو طاليس المقدوني الإغريقي، فيلسوف الروم، ومعنى أرسطو في لغة قومه:
الكامل الفاضل، ويقال بأنه أشهر فلاسفة اليونان، يلقب بالمعلم الأول لأنه أول من وضع التعاليم المنطقية. يقال أنه ولد بمقدونية سنة 384 ق. م. وتوفي سنة 322 ق م، وقال ابن تيمية- رحمه الله-:" فإن أرسطو كان قبل المسيح بنحو ثلاثمائة سنة" اهـ.
(انظر النبوات لابن تيمية ص 22، وطبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل ص 25، ودائرة معارف القرن العشرين 1/ 164، ونزهة الأرواح في تاريخ الحكماء والفلاسفة للشهرزوري 1/ 188 - 205). [3] مبدأ كل شيء أوله، والمراد بالمبادئ الأولى عند الفلاسفة:" القضايا الكلية التي يسلم بها العقل ومن استنباطها من التجربة أو من قضايا أخرى غيرها". (المعجم الفلسفي 2/ 322). [4] الخفاش طائر من عرض الطير شديد الطيران كثير التكفي والتقلب في الهواء، ضعيف البصر بحيث لا يتحمل من أجله الطيران في ضوء النهار، ولا يتحمل أيضا الطيران في الظلام الشديد، ولذلك فطيرانه ما بين غروب قرص الشمس إلى غياب الشفق، وسمى خفاشا لذلك لأن الخفش: ضعف البصر وضيق العين يقال للعين: خفشت، إذا قل بصرها. (انظر الحيوان للجاحظ 3/ 526 - 529، لسان العرب 6/ 298 - 299).
اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 237