اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 230
ودانيال [1] والأنبياء الاثني عشر [2]، ومزامير [3] داود، ونحوها.
واعلم أن هذه الكتب مما لا تقوم الحجة علينا بها. لأنها عندنا محرفة مبدلة [4]. نعم: التبديل لم يأت على جميعها، بل دخلها في الجملة. فلهذا قال [1] أحد أنبياء بني إسرائيل كان في عهد بخت نصر يقال كان طول أنفه شبرا، ويقال بأن أرميا أمره الله أن يذهب إلى دانيال بطعام وهو في السجن ففعل مع أنهما ليسا في قرية واحدة، وروى ابن أبي الدنيا مرسلا أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: (إن دانيال دعا ربه عز وجل أن يدفنه مع أمة محمد) فلما فتح أبو موسى الأشعري تستر وجده في تابوت تضرب عروقه ووريده قد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال من دل على دانيال فبشروه بالجنة فدل عليه رجل يقال له" حرقوص" فكتب أبو موسى إلى عمر يخبره فكتب إليه عمر أن ادفنه وابعث إلى حرقوص فإن النبي صلّى الله عليه وسلم بشره بالجنة" قال ابن كثير:
وهذا مرسل من هذا الوجه، وفي كونه محفوظا نظر والله أعلم، روي أن أبا موسى أخفى قبره لئلا يفتتن به الناس، وأنه وجد معه مصحفا ومالا وخاتما.
(انظر البداية والنهاية 2/ 40 - 41). [2] لعل المقصود بالأنبياء الاثني عشر: الأسباط المشار إليهم في قوله تعالى في سورة البقرة آية 136: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وما أُنْزِلَ إِلَيْنا وما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والْأَسْباطِ الآية، وقوله تعالى في سورة المائدة آية 12: ولَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً الآية. والله أعلم.
(انظر تفسير الطبري 1/ 568، وتفسير القرطبي 2/ 141). [3] مزامير: جمع مزمار وهو الصوت الحسن ومزامير داود عليه السلام ما كان يتغنى به من الزبور وضروب الدعاء وفي الحديث: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير داود» أخرجه البخاري في فضائل القرآن، باب 31: حسن الصوت بالقراءة للقرآن، ومسلم في صلاة المسافرين حديث 235 - 236. وغيرهما وهذا لفظ مسلم. وإلى داود عليه السلام المنتهى في حسن الصوت بالقراءة (انظر لسان العرب 4/ 327). [4] من الأدلة على تحريف وتبديل تلك الكتب من القرآن الكريم قوله تعالى في سورة البقرة (75 - 79) في الكلام عن بني إسرائيل: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ
اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 230