اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 165
والذي يظهر لي- والله أعلم- أن النصراني من بلاد الغرب الأقصى، أو من بلاد الأندلس، لأنه نقل كثيرا عن تفسير ابن عطية الأندلسي [1] - رحمه الله- كما نقل عن كتب موسى بن عبيد الله [2] الفيلسوف المرتد عن الإسلام، وهو ممن عاش في الأندلس، ثم انتقل في آخر حياته إلى مصر.
وهذا أيضا يدلنا على أن هذا النصراني قد ألف كتابه الذي رد عليه الطوفي في القرن السابع، أو أول القرن الثامن، وهو وقت طغيان الفكر الصليبي النصراني
على العالم الإسلامي كما رأينا عند الحديث عن الحالة السياسية في عصر الطوفي.
وقد تكون لبعض الناس محبة في الجدل والمناظرة، ولو على حساب الدين، والحق، فيطلب ذلك في مجالسه، كما هو حال بعض أهل الكلام المذموم. [1] أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية المغربي الغرناطي المالكي، الحافظ القاضي بمدينة المرية بالأندلس، ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة من الهجرة، ونشأ في بيت علم وفضل فأبوه إمام وحافظ، وعالم جليل، وأبو محمد عارف بالأحكام. قال أبو حيان:" أجل من صنف في التفسير، وأفضل من تعرض فيه للتنقيح والتحرير" اهـ. كما أنه عالم في الحديث والنحو والأدب نثرا ونظما. مات- رحمه الله- بالرقة بالأندلس سنة ست وأربعين وخمسمائة من الهجرة. [انظر الديباج المذهب 2/ 57، ومقدمة تحقيق تفسيره]. [2] موسى بن عبيد الله، وقيل ابن عبد الله، والأشهر ابن ميمون بن يوسف بن إسحاق أبو عمران القرطبي الفيلسوف اليهودي الملحد، ولد سنة 529 هـ، وتعلم في قرطبة، وتنقل مع أبيه في مدن الأندلس، وتظاهر بالإسلام، وقيل: أكره عليه، وحفظ القرآن وتفقه على المالكية، ودخل مصر فعاد إلى يهوديته، وكان فيها رئيسا روحيا لليهود، وله تصانيف كثيرة في الطب والفلسفة بالعربية والعبرية منها دلالة الحائرين كما سيأتي. وغيره كثير توفي سنة 601 هـ ودفن بطبرية من أرض فلسطين (انظر الأعلام 7/ 329 - 330، ومعجم المؤلفين 13/ 41).
اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 165